تعز تنتظر قرار الإنقاذ

يبدو أن نهاية مرحلة نبيل شمسان كمحافظ لتعز باتت قريبة بعد سنوات من الفشل في الإدارة والتخبط في اتخاذ القرار ووسط قناعة شعبية متزايدة بأن الرجل لم يكن يوماً على قدر المسؤولية في محافظة منهكة تعيش واحدة من أسوأ الأوضاع في البلاد .
ما يلفت الانتباه في الأيام الأخيرة هو تحركات شمسان الوداعية والتي تمثلت في إصدار قرارات تعيين مفاجئة وتوصيات داخلية ربما لم تعلن بعد يعتقد أنها موجهة لمكافأة أشخاص مقربين منه عرفوا بدعمهم له رغم إخفاقاته المتكررة وهذه التعيينات التي تأتي في توقيت حساس لا تبدو نابعة من حرص إداري ولكننا نفهمها كجزء من تسويات اللحظة الأخيرة ورد جميل متأخر لمساندين فشلوا معه وفشل معهم .
ما يحدث يعيد إلى الأذهان سيناريو المحافظ السابق علي المعمري الذي قيل إنه وقع قرارات إدارية بتواريخ سابقة بعد إقالته وتم تمريرها لاحقاً رغم التحفظات واليوم قد نشهد تكرار المشهد ذاته مع فارق أن الوعي الشعبي هذه المرة أكبر والرفض أكثر صراحة .
وبينما تترقب تعز قرار التغيير يبقى الرهان الحقيقي على وعي أبنائها ورفضهم لأي محاولة للالتفاف على مطالبهم المشروعة فلم تعد المسألة تتعلق بشخص المحافظ فقط إنما بنهج كامل يجب أن يتغير وبمحافظة تستحق قيادة نزيهة وكفؤة تعيد لها مكانتها وتحترم تضحيات أهلها .
إن الخروج المشرف لأي مسؤول لا يكون عبر تعيينات اللحظة الأخيرة أو صفقات الترضية ولكنه يكون عبر ما ينجزه خلال ولايته وهو ما عجز نبيل شمسان عن تحقيقه لذلك فإن مغادرته يجب أن تكون بداية جديدة لتعز لا باباً خلفياً لفشل يتم نقله من موقع إلى آخر .
وما يتم تداوله عن توجه لتعيين نبيل شمسان وزيراً للمالية في الحكومة هو أمر إن صح لا يفهم إلا باعتباره مكافأة سياسية لرجل أخفق في كل اختبار إداري وفشل في إدارة محافظة محاصرة فكيف به أن يتولى إدارة واحدة من أهم الوزارات السيادية في الدولة ؟ إن هذا التوجه إن حدث فعلاً من المجلس الرئاسي فإنه يمثل استخفافاً بمعايير الكفاءة ويطرح علامات استفهام كبيرة حول من يدفع به في مربع إعادة تدوير الفشل .
وبالعودة لتعز فهي ليست بحاجة إلى مناصب جديدة لذات الوجوه إنما إلى لحظة تصحيح تبدأ بإغلاق صفحة نبيل شمسان بكل ما حملته من عبء ثقيل على المحافظة وبدلاً من ترقيته لمنصب وزاري كان الأجدر بالمجلس الرئاسي أن يفتح تحقيق جاد في أدائه وذمته المالية ومحاسبته على ما جرى من اخفاقات في عهده وإن محاولة تعيينه وزيراً لن يعد إصلاحاً بقدر ماهو امتداداً للأزمة واستمراراً لمنظومة لم تحترم طموحات الناس ولا تضحياتهم لهذا على المجلس الرئاسي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية ويثبت أن صوت الناس ما زال له مكان في معادلة القرار .
الكرة الآن في ملعب المجلس الرئاسي الذي يملك فرصة حقيقية لإثبات أنه يستمع إلى صوت المواطنين ويحترم إرادتهم وعليه أن يتخذ قرارات جريئة تبدأ بإقالة نبيل شمسان ورفض منحه أي منصب جديد في الدولة كونه لم ينجح في مهامه السابقة كما يجب أن تتبع هذه الخطوة عملية إصلاح حقيقية تعيد بناء مؤسسات الدولة في تعز على أسس من الكفاءة والنزاهة فالمواطن في تعز صبر طويلاً وتحمل الكثير وقد آن الأوان لأن يلمس تغييراً حقيقياً يعبر عن تطلعاته وآماله .